ما هو التأتأة؟

ما هي التأتأة (Stuttering)؟

التأتأة هي اضطراب في طلاقة الكلام، يتميز بعوائق تكون أعلى من المعدل الطبيعي في التكرار والطول، ولكنها ليست مرضًا أو اضطرابًا سلوكيًا. تظهر هذه العوائق على شكل تكرارات، وإطالة، وتوقفات. تنقطع طلاقة وإيقاع الكلام في التأتأة بوقفات، وتكرارات، وغالبًا ما تكون مصحوبة بحركات جسدية مصاحبة. يمكن أن تختلف شدة التأتأة وفقًا لحالة الفرد. يمكن أن تُظهر التأتأة نفسها تدريجيًا بمرور الوقت أو يمكن أن تظهر فجأة، وتُلاحظ بشكل متكرر في الذكور أكثر من الإناث.

هل تنقسم التأتأة إلى أنواع مختلفة؟

لا تنقسم التأتأة إلى أنواع مختلفة، لكنها تُظهر مستويات مختلفة من الشدة. على سبيل المثال، قد يكون معدل شدة تأتأة الشخص 3%، أو 10%، أو 25%. معدل شدة 10% يعني أن الشخص يتأتأ في عشرة من كل مائة مقطع لفظي يقولها. بملاحظة تطور التأتأة لدى الأفراد، يُرى أن التكرارات (للأصوات، المقاطع اللفظية، الكلمات) تحدث أولاً، تليها لاحقًا الإطالة. ويشير العدد الكبير من التوقفات إلى أن التأتأة موجودة منذ فترة طويلة.

لا توجد أنواع مختلفة من التأتأة، لكن الإجابة على سؤال، “هل تُرى اضطرابات مختلفة في طلاقة الكلام؟” هي نعم.

ما هو تطور التأتأة؟

التكرارات هي مؤشر مهم في التأتأة. بشكل عام، يُشار إلى أكثر من تكرارين على أنه تأتأة. قد تُرى تكرارات للأصوات (ك ك ك كتاب)، وتكرارات للمقاطع اللفظية (با با با باب)، وتكرارات للكلمات (انظر انظر انظر).

إطالة الصوت (مثل ممممم قلم…) هي أيضًا من بين المؤشرات. ويُسمى انقطاع تدفق الصوت والهواء أثناء الكلام التوقف.

بالنظر إلى التطور النمائي للتأتأة، تحدث التكرارات أولاً، تليها لاحقًا الإطالة. ويشير العدد الكبير من التوقفات إلى أن التأتأة موجودة منذ فترة طويلة. بمرور الوقت، بعد أن يصبح الشخص واعيًا بالتلعثم، قد يُظهر سلوكيات ثانوية مثل طرف العين أو هز الرأس للهروب من التأتأة.

ما هي مراحل التأتأة؟

أ – التأتأة الأولية: يمكن أن تمتد هذه الفترة من 2-2.5 سنة حتى 6-7 سنوات من العمر. التأتأة ليست ثابتة ولكنها تحدث على شكل نوبات. خلال هذه الفترة، لا يكون الطفل واعيًا بتأتأته ولا يتجنب التحدث بشكل عام أو يبدي ردود فعل نفسية على انقطاعات الطلاقة. ويمكن التغلب على المشكلة بالتدريب الذي يُعطى للأسرة. وتُسمى هذه الفترة التأتأة الفسيولوجية.

ب – التأتأة الثانوية: هذه هي الفترة التي تظهر بعد سن السابعة، حيث يصبح الطفل واعيًا بالاضطراب في كلامه ويبدأ في إبداء ردود فعل نفسية. يتطلب هذا النوع من التأتأة علاجًا. ومع تقدم الطفل في العمر، يصبح واعيًا بتأتأته ويبدأ في التفاعل مع هذه الطريقة في التحدث. يبذل الطفل جهدًا إضافيًا لمنع هذا الموقف. يمكن أن تُظهر هذه العملية اختلافات كبيرة في الأعمار المتقدمة. وتُعد هذه المرحلة من التأتأة بشكل عام اضطرابًا في التكيف والسلوك يظهر في سنوات ما قبل المدرسة، بعد أن يبدأ الطفل في الكلام. وبينما يتحدث الطفل بشكل طبيعي في الأشهر الأولى، يبدأ في التأتأة بسبب حدث صادم. إذا لم تكن التأتأة ناتجة عن أي اضطراب عضوي، فإنها تكون ذات منشأ نفسي وتُقيّم في فئة الاضطرابات السلوكية. وتُبحث الحلول من خلال النظر في هاتين المجموعتين من التأتأة في فئات مختلفة.

في أي الحالات تزداد التأتأة؟

يتأثر الأفراد الذين يعانون من التأتأة بالمشكلة بشكل أكثر حدة في حالات معينة. قد يزداد مستوى تأتأتهم عندما يكونون تحت ضغط، أو يتحدثون في الهاتف، أو يحاولون التحدث أمام حشد، أو يحاولون إلقاء نكتة، أو عندما يكونون تحت ضغط الوقت.

ما هي المشاكل التي تنشأ إذا لم تُعالج التأتأة؟

تشمل المشاكل التي يمكن أن تسببها التأتأة: نقص الثقة بالنفس، والفشل والخوف من الفشل، ووجود مخاوف بشأن أشياء كثيرة، والفشل في المدرسة، والانسحاب، والشعور بانعدام القيمة، والاكتئاب.

كيف تُعالج التأتأة؟

تشكيل الطلاقة (Fluency Shaping)

  • البدء اللطيف، تنسيق التنفس–الصوت المنظم، الكلام المطول، الإيقاع، والتحكم في السرعة.
  • الهدف: جعل الكلام أكثر قابلية للتنبؤ وأكثر طلاقة؛ أتمتته من خلال التكرار اليومي.

تقنيات تعديل (تغيير) التأتأة

  • تقليل التوتر أثناء التوقف، الخروج المتحكم فيه، إعادة البدء.
  • الهدف: تقليل التجنب، زيادة الإحساس بالتحكم في الكلام.

النهج المعرفي السلوكي

  • إعادة صياغة الأفكار التلقائية السلبية، إدارة قلق الأداء.
  • الهدف: تقليل الخوف من “ماذا لو لم أستطع التحدث”، زيادة المشاركة الاجتماعية.

التدخلات القائمة على اللعب للأطفال

  • النمذجة، التغذية الراجعة غير المباشرة، استراتيجيات موجهة للوالدين (الكلام المبطأ، تبادل الأدوار).
  • تكرارات قصيرة ومتكررة ببرامج منزلية.

الأدوية والمناهج الطبية

  • العلاج الأساسي هو علاج النطق؛ والأدوية ليست روتينية. وقد يكون التعاون مع المتخصصين المعنيين ضروريًا للحالات المصاحبة مثل القلق أو مشاكل الانتباه.

مناهج العلاج حسب العمر

طفل ما قبل المدرسة

  • الدعم المبكر، تدريب الوالدين، الوتيرة البطيئة في التواصل المنزلي، بيئة استماع دون انقطاع.
  • جلسات قصيرة ومُحوّلة إلى لعبة؛ تغذية راجعة منتظمة.

سن المدرسة والمراهقين

  • تقنيات الطلاقة + التدرب على المواقف الاجتماعية (التحدث في الفصل، العرض التقديمي).
  • المراقبة الذاتية، تعاون الأقران والمعلمين.

البالغون

  • أهداف الحياة العملية والاجتماعية (الاجتماعات، المقابلات، المكالمات الهاتفية).
  • إدارة القلق، التدرب على العروض التقديمية، استراتيجيات التواصل في مكان العمل.

مدة العلاج والعوامل المؤثرة على النجاح

  • تختلف المدة وفقًا للشدة، والحالات المصاحبة، والعمر، وتكرار الجلسات.
  • الحضور المنتظم، والواجبات المنزلية، ودعم الأسرة/البيئة يسرّع التقدم.
  • العلاج لا يقدم “ضمانًا”؛ الهدف هو التقدم القابل للقياس وزيادة جودة الحياة.

متى تطلب دعم الأخصائي؟

  • إذا استمرت الأعراض لأكثر من 6 أشهر أو إذا طور الشخص سلوكيات تجنب،
  • إذا تأثر الأداء المدرسي/العملي والمشاركة الاجتماعية،
  • إذا كان مصحوبًا بـ قلق كبير و فقدان الثقة بالنفس، يجب استشارة أخصائي.